هناك الكثير من الأمراض المنقولة جنسياً، لكن الأكثر حقاً هي المعلومات الخاطئة عن هذه الامراض.
العوز المناعي البشري
هذا المرض ليس حكراً على مجتمعات الميم وليس حكما بالإعدام أو عدم الإنجاب..
بالرغم من التقدم العلمي والإنجاز الطبي في الحد من وباء فيروس العوز المناعي البشري, إلا أنه مازال هناك عادات ومعلومات خاطئه منتشرة عن الإصابة به وطرق الوقاية والسيطرة عليه..
أو وأشهر تلك المغالطات, هي أن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري تعني الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة: إيدز/سيدا
إلا أن التعايش مع الفيروس لا يعني بالضرورة الإصابة بالإيدز.
يمكن للمتعايش/ة الحصول على الأدوية المناسبة والتي تقلل من الحمل الفيروسي وتعزز النظام المناعي لسنوات
لا يعتبر المتعايش/ة مصابا بالإيدز/سيدا إلا إذا قل عدد الخلايا المناعية CD4 عن 200 خلية لكل مليمتر مكعب من الدم (المعدل الطبيعي من 500 وحتى 1600 لكل مليمتر مكعب)..
وفي حالة الوصول مرحلة الإيدز فهذا يعني أن النظام المناعي لن يستطع مواجهة أو محاربة أي عدوى أخرى تصيب الجسد وقد يؤدي ذلك أيضا للإصابة بالأورام المختلفة. (1)
خرافات عن فيروس العوز المناعي
يعتقد الكثيرون أيضا أن فيروس العوز المناعي البشري ينتقل عن طريق الجنس الفموي, وهي أيضا اعتقادات حتى الآن لم يتم إثباتها..
لكي ينتقل الفيروس فلا بد من اختلاط (امتصاص) سوائل الجسم (الدم, المني, السائل المهبلي, سوائل منطقة الشرج..) لا بد من وصول السائل الذي يحتوي على الفيروس للدم, مما يجعل الجنس الفموي منخفض الخطورة جدا.
لكن يجب الحرص والتأكد من عدم وجود قرح أو جروح أو التهابات أو نزيف بالفم عند ممارسة الجنس الفموي وهنا تصبح إمكانية إنتقاله شبه منعدمة.
كذلك عدم وجود جروح أو قرح أو التهابات في المهبل أو القضيب أو الشرج لدى ممارسة الجنس الفموي.
ويجب العلم أيضا أنه لا ينتقل أيضا عن طريق المسبح (حمامات السباحة) مشاركة الملابس أو مقاعد المرحاض أو أدوات الطعام (مع الحرص على نظافتها وعدم وجود جروح أو تقرحات). (2)
يربط الكثيرون بين فيروس العوز المناعي البشري والممارسات المثلية ومجتمعات الميم – خصوصا المثليين – إلا أن هذا أيضا اعتقاد خاطئ.
حيث ينتقل الفيروس وينتشر في مرضى الإدمان, حيث تؤدى مشاركة المحاقن في المواد الإدمانية بالحقن إلى اختلاط الدماء بين المشاركين مما ينقل فيروس العوز المناعي البشري ضمن أمراض أخرى (3)
من المعلومات الخاطئة أيضا عن فيروس العوز المناعي البشري هو عدم قدرة المتعايش/ة على الحمل والإنجاب نظرا لأن الفيروس ينتقل أثناء الحمل والولادة
إلا أنه في حال حصول المتعايش/ة على العلاج اللازم لخفض الحمل الفيروسي بالدم وإتباع التعليمات تصل نسبة الحصول على طفل/ة معافى إلى أكثر من 99%! (4)
الأمراض المنقولة مثل الزهري
يرتبط مرض الزهري بظهور قرحة غير مؤلمة في منطقة الحوض: سواء على القضيب, المهبل أو الشرج.
قد ت/يخطئ المصاب/ة به في تجاهلها حيث تختفي تلقائيا ولا تترك أثرا, ومع ظهورها قد ت/يلجأ المتعايش/ة لبعض المراهم الموضعية لتخفيف الأعراض أو ي/تتجاهلها تماما.
ومع الأسف تجاهل العدوى يتسبب في انتشارها وتقويتها ونقلها لأي شريك/ة جنسي/ة محتمل/ة سواء حيث تنتقل البكتيريا المسببة للمرض عن طريق الجنس الفموي أو المهبلي أو الشرجي أو مشاركة الألعاب الجنسية أو حتى بإستخدام اليدين!
إلا أن مع تطور العدوى ي/تصبح المريض/ة في خطر الإصابة بالعمى أو العقم كذلك أمراض في الكلى والكبد والجهاز العصبي مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
يمنع الواقي الذكري تماماً إنتقال الزهري كذلك يجب الحرص على عدم وجود جروح أو قرح أثناء الممارسة الجنسية والحرص على الممارسة الآمنه التي لا تؤدي لحدوث جروح أو تقرحات أثناء الممارسة.
يتردد أيضا عن عدوى مرض الزهري أنها تصيب الفرد مره واحده فقط إلا أن هذا الأمر غير صحيح تماما حيث أنه بعد تلقي العلاج والشفاء تماما قد ت/يصاب به الفرد مجددا حال الممارسة الغير آمنه مع شخص مصاب/ة به.
يجيب على أي شخص نشط جنسيا الإنتباه تماما والحصول على الرعاية الطبية المناسبة واستشارة طبيب/ة بمجرد ظهور قرحة بمنطقة الحوض
من المهم جدا الحرص على الصدق في إخطار مقدم/ة الخدمة الطبية بوجود نشاط جنسي غير آمن للوصول إلى تشخيص صحيح, حيث يمكن تجنب مصير تعقيدات الزهري الملم عن طريق جرعات من مضاد حيوي البنسلين!
التقبيل يمكن أن يمرر الأمراض المنقولة
بالرغم من بساطة عدوى الهربس، سواء بمنطقة الشفتين أو الهربس التناسلي، إلا أن العلاج الخاطئ أو الإهمال قد يؤدي لنشره.
تنتشر معلومة خاطئة عن مرض الهربس – كونه عدوى بسيطة – بأنه لا يسبب أضرارا بالغة ويمكن التخلص منه بسهولة.
وبالرغم من فعليا سهولة التخلص من العدوى إلا أن الهربس أحيانا يقتل.
ففي بعض الحالات التي تم إهمالها أو حصلت على علاج خاطئ ينتشر الهربس إلى منطقة المستقيم مسبباً إلتهابات شديدة بها
كذلك يسبب التهاب السحايا وقناة مجرى البول والمثانة وقد يتسبب الالتهاب في انسداد قناة مجرى البول مما يستدعي تدخل جراحي لفتحها وادخال قسطرة!
مع وجود قرح الهربس النشطة تزداد أيضا امكانية نقل عدوى جنسية أخرى ومع أي اصابة جلدية أو تشقق تزداد خطورة انتقال العدوى.
من المهم أيضا التفريق بين عدوى الهربس, التي تبدأ بشعور بالجفاف والحكة وألم بسيط ثم تظهر قروح وجروح صغيرة مفتوحة، قد يظنها البعض حب شباب منفجر ويحصلون على المضادات الحيوية لعلاجها
إلا أن كونه عدوى فيروسية فإن المضادات الحيوية لا تمثل علاج له اطلاقا ولا تؤثر فيه ويؤدي ذلك لزيادة انتشاره.
من المهم جدا في حالة الاشتباه بوجود عدوى الهربس سواء بمنطقة الوجه أو الهربس التناسلي, الامتناع تماما عن أي نشاط جنسي
بما في ذلك كل أشكال الجنس الفموي, كذلك الحرص على استخدام أدوات طعام ونظافة شخصية منفصلة وتعقيمها عقب الحصول على العلاج واكتمال الشفاء.
الوقاية احياناً تغني عن الواقي
مع اكتشاف مضادات الفيروسات القهقرية Antiretroviral Drugs وبدء استخدامه على نطاق واسع في مكافحة فيروس العوز المناعي البشري, بدأ بعض النشطين/ات جنسيا في استخدامه على سبيل الوقاية.
حيث أن نفس الدواء المستخدم في العلاج يمكن الحصول عليه للوقاية من اكتساب عدوى فيروس العوز المناعي البشري.. ومع سهولة الحصول عليه في بعض الدول بدأ البعض في الاستغناء عن الواقي والتخلي عن ممارسة الجنس الآمن.
وهنا يجب العلم بأنه يوجد حوالي ثلاثون مرض منقول جنسيا, تتفاوت شدتها ومدى خطورتهم على حياة المصاب من أمراض قد لا تحتاج علاج – مثل فيروس الورم الحليمي HPV – إلى أمراض قاتلة وتعاود النشاط كل فترة مثل والزهري والتهاب الكبد الوبائي “ب”.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة التخلي عن الوقاية السابقة من التعرض لفيروس العوز المناعي, حيث ينصح المجتمع الطبي بالحصول عليه حتى مع استخدام الواقي الذكري وأخذ احتياطات ممارسة الجنس الآمن.
الحرقة أثناء التبول ليست من أعراض أمراض الكلى فقط
كثيرا ما يتجه المصابين/ات بعرض الحرقه أثناء التبول لمتخصصي أمراض الكلى, نظرا لأن قناة مجرى البول جزء هام من ذلك النظام
قد ت/يهمل الطبيب/ة السؤال عن النشاط الجنسي للمريض/ة مما يؤدي في النهاية الى خطأ في التشخيص وخطة علاج غير مناسبة للحالة.
يشترك عرض الحرقة أثناء التبول في عدد غير قليل من الأمراض المنقولة جنسيا, لذا من المهم ذكر باقي الأعراض للطبيب/ة المعالج/ة لدى سرد التاريخ الطبي, كذلك الإخطار بوجود نشاط جنسي سواء آمن أو غير آمن ومن أشهر الأمراض المنقولة جنسيا التي تؤدي إلى حرقة أثناء التبول:
1- داء المتدثرات (كلاميديا):
يؤدي إهمال تلك البكتيريا سواء حالة عدم التشخيص أو العلاج الى التهابات مختلفة بمنطقة الحوض وصولا للعقم, كذلك تنتشر لأعضاء مختلفة بمنطقة البطن مسببة التهابات متعددة.
2- السيلان:
يتسبب في التهابات منطقة البطن والحوض مما يؤدي للعقم وقد يسبب الإجهاض وفي حالة الولادة ينتقل للجنين مسببا التهابات مختلفة تنتشر إلى السحايا والمخ وتؤدي للعمى.
3- المشعرات المهبلية (التريكوموناس):
رغم ارتباطة معظم الوقت بالمهبل إلا أنه يصيب القضيب أيضا, وقد تظل العدوى صامته فترة تصل إلى سنوات إلا ان الأعراض تظهر عادة بعد ثلاثة أسابيع من دخول الطفيلي إلى الجسم.
يتسبب حالة الإهمال وعدم التشخيص السليم في زيادة خطورة الاصابة بفيروس العوز المناعي البشري HIV وفيروس الهربس HSV والسيلان كذلك يؤدي إلي الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين في الحوامل وايضا زيادة خطورة الأورام بمنطقة المهبل وعنق الرحم ويسبب أيضا التهاب البروستاتا وما يصاحبه من تعقيدات.
يمكن الانتباه عموما في حال معظم الأمراض المنقولة جنسيا لأهمية ذكر التاريخ الطبي للطبيب/ة المعالج/ة والانتباه لذكر كافة الاعراض المرتبطة بسبب الزيارة
كذلك لا يمكن إهمال ممارسات الجنس الآمن حتى في حالة إجراء الفحوصات الدورية الخاصة بالأمراض المنقولة جنسيا أو الحصول على الأدوية الوقائية من فيروس العوز المناعي البشري.