العائلة البديلة التي وجدتنا واختارتنا.
في رحلة الخروج من الخزانة ، تبدأ الصورة الكاملة للحياة المستقبلية في الظهور، وبكل بصراحة ممزوجة بأسف، لا تكون الحياة وردية.
نبدأ في مواجهة حقيقة الهجر والنبذ، الخوف من الوحدة، نبدأ في النظر لكل الاختيارات المتاحة لنا، والطرق المفتوحة لنسلكها.
بالطبع ليست الصورة مظلمة تماماً، ولكن ما يجعل هناك نوراً هو وجود من نختارهم-ن ويختاروننا كي يصبحوا-ن العائلة البديلة لنا.
رحلة البحث عن العائلة
قد يكون من الصعب للغاية التغلب على القلق والإحباط اللذين يصاحبان إدراك ميولك وهويتك الجديدة ، خاصة إذا كنت لم تحسم- ين-ون بداخلك من انت- أنتِ- انتم-ن وأين ولماذا تنتمي-ون-ين
حتى مسألة الإنتماء ذلك ومعرفة الذات هي مهمة شاقة وطويلة، حيث نعلم أنه لا يوجد متسع من الوقت في كل هذه الصراعات كي تكتشف ذاتك بسهولة.
على الأرجح، يواجه العديد من الأشخاص موقفًا صعبًا في البداية ، خاصة إذا لم تكن داخل مجتمع يمكنه التعاطف معك، يفهم ما تمر-ين-ون به
لكن لحسن الحظ أو لسوئه، هناك من مروا بذلك من قبل، من ينتظر أيضا أن يشعر بدفء العائلة الذي فقد لحظة إعلان هويته وميوله.. فما تبحث عنه بشكل حرفي يبحث عنك.
الأمومة داخل العائلة البديلة
لا تقتصر الأمومة فقط على الولادة الجسدية، وهذا من حسن حظنا أيضاً، أننا في رحلتنا للانتماء إلى مجتمع الميم-عين نجد امومة من نوع آخر.
الأمومة التي فعلاً كنا نريدها، الامومة التي تكون بلا إجبار، حيث لا يوجد صلة دم أو دواعي أخلاقية لفعل ذلك، فقط الرغبة والاختيار الحر
نجد هذه الأمهات التي فقدناها، الأم التي نلجأ لها في وقت الحاجة، بعد أول انفصال دون تغيير اسم الشريك ليصبح مغايراً فلا ينفضح امرنا وتتم ادانتنا..
في لحظة الديسفوريا الأكثر ازعاجا، عند وقوعنا في مأزق أخلاقي لا نعرف كيفية الخروج منه.. الأمومة غير السامة.
أهمية العائلة البديلة في حياتنا
تظهر أهمية وجود عائلات مختارة أو بديلة ليس فقط في الدعم، لكن ايضاً للمساعدة في كسر الصورة النمطية للأدوار الاجتماعية في العائلات.
التأكيد على حرية الاختيار وكسر النمط الموحد للسلطة في يد الآباء، حرية التحرك داخل الأسرة بلا دور موحد نمطي هذا هو التأثير الأبعد للعائلات البديلة.
فمعنى العائلة في اللغة العربية هي من يجمعهم سكن مشترك، لكن في الواقع وبشكل عاطفي، العائلة هي أن يعولك شخص او مجموعة، ليس المقصود هنا الشكل المادي، لكن أن يُحمل همك، أن تُحمل من قبل مجموعة.
في الواقع ، تشير الأبحاث إلى أن وجود صداقات قوية يمكن أن تساعدنا في إيجاد الهدف والمعنى لحياتنا ، والبقاء بصحة جيدة ، والعيش لفترة أطول.. وهذه الصداقات داخل مجتمع الميم عين تكون العائلة البديلة
كيفية اختيار العائلة
مجتمع الميم- عين كأن مجتمع، متنوع، شامل، صحي، وايضاً سلبي التأثير وسام.
في المراحل الأولى من البحث عن جماعة، عائلة، افراد للانضمام إليهم والتعرف عليهم، ستواجهون الكثير من الصدمات.
لا يعني اختيارنا لعائلة من نفس توجهاتنا وميولنا أننا أحسننا الاختيار، بل هناك تأثيرات سلبية يمكن أن تتركها علينا العائلة..
تأثيرات لا ندركها إلا إذا جهزنا أنفسنا لها..
1- لا تقبل بالأقل لنفسك
2- لا تعيد إنتاج ما رفضته في المجتمع الخارجي بحثاً عن القبول
3- لا تتجاهل الاشارات والعلامات التي تشعرك بالخطر، لابد ان نتبع حدسنا
4- مجتمع الميم-عين به كل أنواع البشر، تعرض الآخرين للاضطهاد والعنصرية لا يجعلهم-ن معصومين من اعادة تدويرها، علينا أن نعرف أننا سنواجه كل ما كنا نخشى مواجهته في العالم الخارجي داخل جماعتنا، لا مفر من ذلك، الفرق هنا كيفية التعامل والتحضير للمواجهة.
كل ما علينا إدراكه في النهاية، هي أن رحلتنا في البحث عن العائلة البديلة الآمنة، سنكتشف أيضاً أنفسنا، سنعرف ما لا يناسبنا أكثر مما يناسبنا.
ستكون رحلة طويلة، ولكن بها الكثير من التجارب، الكثير من الامتنان والمحبة التي تغطي على أية مساوئ أخرى وصعوبات قد نواجهها.