الهربس الفموي والتناسلي.. المرض الذي أصاب أكثر من2\3 البشرية..
بالرغم من بساطة عدوى فيروس الهربس البسيط وسهولة التخلص من أعراضه، إلا أن سرعة انتشاره وارتباطه بأمراض أخرى دفعت المجتمع الطبي لإيلائه المزيد من الانتباه.
ينقسم فيروس الهربس البسيط، والذي يعرف اختصاراً بـ “هربس”، إلى نمطين: النمط 1 و النمط 2.
تشير التقديرات العالمية إلى وجود 3.7 مليار شخص تحت سنّ الخمسين (67%) مصابين بعدوى فيروس الهربس البسيط، النمط 1.
وكذلك وجود 417 مليون شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً (11%) مصابين بعدوى فيروس الهربس البسيط، النمط 2. (1)
الهربس هو مرض طويل الأمد، حيث يبقى فيروس الهربس خاملاً في الجسم وفي الجهاز العصبي (الخلايا العصبية في الجلد) وينشط في الظروف المناسبة له حيث تبدأ أعراضه بالظهور.
مع عدم وجود دواء يقضي عليه بشكل كامل، يبقى الفيروس في جسد المتعايش مسبباً أعراضاً متكررة (ولكنها لا تكون بوتيرة كبيرة). (2)
النمط 1 الهربس الفموي/قرح البرد
هل تعلم-ي أنه يتعرض معظم الأطفال دون الخامسة لعدوى فيروس هربس.
حيث تظهر أعراضه على هيئة تقرحات على الشفاه وحولها أو داخل الفم، ويصاحب ذلك عادةً إصابة الطفل بالحمى أو نزلات البرد
تبقى العدوى كامنة في الخلايا العصبية تحت الجلد وتنشط في الظروف المناسبة (والمرتبطة عادة بعدوى أخرى).
ينتقل الهربس بـ
1- الاتصال المباشر مثل التقبيل أو استخدام أواني الأكل غير المغسولة لشخص مصاب
2- مشاركة أدوات النظافة الشخصية من المناشف وشفرات الحلاقة وما يمس منطقة الوجه عموماً والحوض
3- قد يسبب أيضاً النمط 1 حالات هربس تناسلي او شرجي لدى ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب/ة بتقرحات نشطة. (3)
الأعراض
تتطابق الأعراض بين كافة المصابين/ات، حيث تبدأ بالشعور بالوخز أو الحكة في منطقة الشفاه وحول الفم مع عدم وجود أي قرح أو تشققات لمدة يوم، ثم تظهر بقع صلبة صغيرة ومؤلمة.
بعد ذلك تنبثق من تلك البقع بثور، تكون صغيرة ومؤلمة ومليئة بالسوائل، تظهر غالباً في زاوية الفم (منطقة التقاء الشفة بالوجة) وقد تظهر حول الأنف والخدين.
تتحول بعد ذلك تلك البثور إلى قرح تنضح بالسوائل وقد تندمج تلك البثور ثم تجف وتكون قشرة تترك أثراً يختفي مع الوقت.
تجف تلك البثور تلقائياً في فترة قد تطول إلى أربعة أسابيع، إلا أنه مع تكرار العدوى ت/يلاحظ المريض/ة أنها تظهر في نفس البقعة ولكنها تكون أقل شدة وتتعافى بشكل أسرع عن المرة التي سبقتها. (4)
في حال ظهور المرض لأول مرة قد يعاني بعض المرضى من الحمى، والتهاب الحلق واللثة، وصداع وآلام بالعضلات كتلك المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية.
التشخيص
يـ/تعتمد الطبيب/ة في تشخيصه/ا للمرض بالأساس على النظر الى أماكن القرح وهيئتها والتاريخ المرضي للحصول على التشخيص، وقد يحتاج إلى أخذ مسحة وإرسالها للمختبر في حال رغبة الطبيب/ة بالتأكد من التشخيص.
المضاعفات
لا تتسم بالشدة إلا عند الأشخاص معتلي المناعة أو الذين أصيبوا بعدوى شديدة من الفيروس وفي حالات نادرة قد يؤدي لالتهابات العين (حالات نادرة اصيبت بالعمى) والدماغ والتهاب السحايا (الاغشية المبطنة للدماغ).
قد ينتقل أيضاً للمولود عبر قناة الولادة في حالة الإصابة بالنمط 1 للجهاز التناسلي، إلا أن التأثير الاسوأ للهربس هو التأثير النفسي والاجتماعي نظراً للوصم المرتبط به.
العلاج
يسهل علاج فيروس هربس 1 ويتمثل في أدوية تسكين الألم الناتج عن القروح، وهنا يجدر التنويه إلى أهمية تجنب التقبيل ومشاركة أدوات النظافة الشخصية، والحرص على تجنب أي نشاط جنسي طوال فترة العدوى النشطة وحتى اختفاء التقرحات وآثارها، بالإضافة إلى تجنب ملامسة الوجه وأماكن البثور
يمكن الحصول على مرهم اسيكلوفير/زوفيراكس والذي لا يحتاج إلى وصفة طبية لتغطية أماكن البثور مما يقصر فترة نشاطها.
تكرار العدوى
يرتبط تكرار العدوى – عودة الفيروس للنشاط – بالحمى، والضغط النفسي، والمرض، وبأي حالة من شأنها إضعاف جهاز المناعة، بالإضافة إلى التعرض للشمس والأتربة و انقطاع الطمث.
الوقاية
تتمثل طرق الوقاية في الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب ملامسة جلدك للآخرين ممن لديهم بثور وكذلك عدم مشاركة الأدوات التي تلامس الجلد (المنشفة، مرطب الشفاة.. الخ).
النمط 2: الهربس التناسلي
تكمن خطورة النمط 2 وهو ما يسمى غالباأ في ارتباطه الوثيق بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) حيث ثبت تأثرهما ببعضهما البعض.
تزيد العدوى بفيروس الهربس البسيط النمط 2 من خطورة الإصابة بعدوى جديدة لفيروس العوز المناعي البشري بما يقرب من ثلاثة أمثال نظراً لما يسببه من قرح وبثور تسهل انتقال واكتساب العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص المصابين بكلٍّ من عدوى فيروس العوز المناعي البشري وفيروس الهربس البسيط، النمط 2 يرجّح بدرجة أكبر أن ينقلوا فيروس العوز المناعي البشري إلى أشخاص آخرين.
ويعدّ فيروس الهربس البسيط، النمط 2 من بين حالات العدوى الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري، حيث تحدث لدى 60 إلى 90% من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري.
طريقة الانتقال
ينتقل النمط 2 بشكل أساسي أثناء ممارسة الجنس، عبر ملامسة الأسطح التناسلية أو الجلد أو التقيحات أو السوائل الخاصة بشخص مصاب به.
ويمكن أن ينتقل فيروس الهربس البسيط، النمط 2 من الجلد بالمنطقة التناسلية أو الشرجية التي تبدو طبيعية و يمكن أن ينتقل من الأم إلى وليدها أثناء الوضع.
الأعراض
غالباً ما تكون حالات العدوى بالهربس التناسلي بلا أعراض، أو تكون مصحوبة بأعراض طفيفة لا تـ/يشعر بها المريض/ة إطلاقاً.
إلا أن السمة المميّزة للهربس التناسلي هي ظهور البثور التناسلية أو الشرجية أو التقيّحات المفتوحة (القرح)، وقد يسبق ذلك الشعور بحكة في منطقة الشرج والمنطقة التناسلية (المهبل أو الشيفرات وعنق الرحم أو القضيب والخصيتين) كذلك الشرج والفخذ (قد تنتشر للفم حال ملامسته المناطق المصابة).
وبالإضافة إلى القُرحات التناسلية، غالباً ما تشمل أعراض حالات العدوى الأولى بالهربس التناسلي الإصابة بحمى، والشعور بأوجاع في الجسم، وحدوث تورُّمات عقدية لمفية. وقد يصحب ذلك صعوبة أو حرقة أثناء التبول.
التشخيص
يعتمد الطبيب بالأساس على الفحص الجسدي وأماكن القرح وهيئتها والتاريخ المرضي للحصول على التشخيص، وقد يحتاج إلى أخذ مسحة وإرسالها للمختبر في حال رغبة الطبيب/ة بالتأكد من التشخيص.
المضاعفات
تزداد خطورة انتقال فيروس العوز المناعي البشري (HIV) مع عدوى الهربس التناسلي، وكذلك انتقال العدوى لحديثي الولادة من الحامل المصاب/ة بالمرض، وأيضاً ينتقل للمستقيم مسبباً التهابات به، والتهاب السحايا، وفي بعض الحالات يسبب التورم بمنطقة ما حول قناة مجرى البول في انسدادها مما يتطلب التدخل بتركيب قسطرة لتفريغ المثانة، وقد ت/يحتاج المصابين/ات إلى دعم نفسي أيضاً نظراً للوصم الناتج عن الإصابة بالهربس التناسلي.
العلاج
لا يختلف علاج فيروس هربس نمط 2 عن مثيله نمط 1 ويتمثل في أدوية تسكين الألم المرتبط بالقروح، والامتناع عن الممارسة الجنسية لحين شفاء القرح، و عدم مشاركة أدوات النظافة الشخصية، بالإضافة إلى تجنب ملامسة أماكن البثور، وتجنب ارتداء ملابس ضيقة لحين شفاء القرح.
ويمكن الحصول على مرهم اسيكلوفير/زوفيراكس الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية لتغطية أماكن البثور مما يقصر فترة نشاط العدوى.
تكرار العدوى
يرتبط تكرار العدوى بالحمى، والضغط النفسي، والمرض وبأي حالة من شأنها إضعاف جهاز المناعة، بالإضافة إلى التعرض للشمس والأتربة و انقطاع الطمث، إلا أنه مع تكرار العدوى تقل شدة المرض وتقصر فترة نشاط الفيروس.
الوقاية
تتمثل طرق الوقاية في الحفاظ على ممارسة الجنس الآمن، والمصارحة بين الشركاء الجنسيين، بالإضافة إلى عدم ملامسة مناطق البثور أو القرح في حالة الاشتباه وتجنب مشاركة ملابس السباحة أو كل ما يمكن أن ينقل العدوى.